مع اقتراب المولد النبوي الشريف.. حكاية نشيد استقبال الرسول فى المدينة
يعتبر نشيد "طلع البدر علينا" واحدا من الأناشيد الإسلامية التي لا يعرف كثيرون قصتها وأن هذا النشيد كما ورد في التراث يمثل الكلمات التي استقبل بها الأنصار النبى محمد صلي الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة مهاجرا إليها من مكة.
وعلى الرغم من أن طلع البدر علينا نشيد إسلامي تراثي لم يثبت أن أهل المدينة أنشدوه عند وصول النبي محمد إلى المدينة المنورة، ولم تثبت هذه الأنشودة عند أهل العلم والحديث بالأسانيد الصحيحة بينما يُختلف متى وأين أنشدت هذه الأنشودة، فيعتقد أنها كانت عند قدومه من غزوة تبوك كما قال الحافظ ابن حجر، لكن الرواية الأكثر شيوعاً كما قال الإمام البيهقي أنها حدثت عند استكمال النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة قادماً من مكة، سنة 622م.
الاختلاف حول القصة
المأثور من ذلك ما يرويه عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: «لما قدم النبي ﷺ المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا للّه داع".
قال ابن حجر العسقلاني عنه: «وهو سند معضل»، وقال الألباني: «وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، لكنه معضل، سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر... فالقصة برمتها غير ثابتة".
كما ذكر آخرون أن النبى حين دخل المدينة مر بدور الأنصار وبِبَني ساعدة ودارهم قرب ثنية الوداع فلم يدخل باطن المدينة إلّا من تلك الناحية حتى أتى منزله بها.
روى البراء بن عازب رضي الله عنهما فقال كما جاء في صحيح البخارى: "أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء".
تقول كلمات نشيد طلع البدر علينا:
طَلَعَ ٱلْبَدْر عَلَيْنَا
مِنْ ثَنِيَّاتِ ٱلْوَدَاع
وَجَبَ ٱلشُكْرُ عَلَيْنَا
مَا دَعَا لِلّٰهِ دَاعَ
أَيُّهَا ٱلْمَبْعُوثَ فِينَا
جِئْتَ بِالْأَمْرِ ٱلْمُطَاع
جِئْتَ شَرَّفْتَ ٱلْمَدِينَة
مَرْحَبًا يَا خَيْرَ دَاع