بوابة الشمس
بوابة الشمس للأخبار
أهم الأخبار
محافظ القاهرة: انتظام العمل بمجزر 15 مايو بكفاءة عالية بعد افتتاحه محافظ أسيوط يشهد حفل تسليم 20 كرتونة للعرائس المقبلات على الزواج محافظ أسيوط يعلن عن بدء تشغيل وحدة الطب الرياضي باستاد حي الأربعين وتقديم خدماتها بأسعار رمزية خلال جولة مفاجئة.. محافظ أسيوط يتفقد مركز صحي الفتح لمتابعة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين محافظ أسيوط يشارك في احتفال مؤسسة حياة كريمة بـ ”اليوم الدولي للتضامن الإنساني” تعرف علي نشاط الإدارة العامة للمرور خلال 24 ساعة الإسماعيلية تستعد لليلة مشتعلة.. أمان على الأبواب وحسابات بالملعب محافظ أسيوط يتفقد قافلة مكونة من 22 سيارة متنقلة تابعة للإصلاح الزراعي لبيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة محافظ أسيوط يستقبل رئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة لتعزيز التعاون محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الرمد.. ويكرم أطقم التمريض المتميزة محافظ الدقهلية يتفقد شوارع مدينة دكرنس.. ويحيل مسئولي النظافة للتحقيق لتدني حالتها تعرف علي نشاط الإدارة العامة للمرور خلال 24 ساعة

الفن ونجومه

في ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي إسماعيل يس.. أغضب عبد الناصر بسبب نكتة.. وأصيب بشلل نصفي بعد الحجز على أمواله.. أضحك الملايين ومات حزينًا

اسماعيل يس
اسماعيل يس

فى مثل هذا اليوم 15 سبتمبر عام 1912،ولد الفنان كوميدي إسماعيل يس، الذي أضحك الملايين من العرب والمصريين عاش وحيدا مع الآلام يعايش الدموع والأحزان بالرغم من أنه كان يدخل البهجة إلى قلوب الملايين، وبرغم رحيله إلا أنه مازال يضحك الملايين حتى الآن، عرف باسم " بقو" وسمعة، وأطلق عليه الكاتب محمود السعدنى لقب الغلبان ومازال على القمة وفي القلوب ورحل عام 1972.

ولد الفنان إسماعيل يس فى مدينة السويس وكان والده ياسين على نخلة قد ورث عن والده مهنة الصياغة وتشكيل الذهب، أعجب منذ صغره بأغانى محمد عبد الوهاب، وبعد رحيل والدته انتقل إلى بيت جدته ومنها حضر إلى القاهرة، من أجل الغناء بعد أن سرق منها ستة جنيهات من أجل دخول معهد الموسيقى، فغنى في كازينو بديعة ونام في المساجد، وعمل مطربا فى البداية ثم فشل وعاد الى السويس وأجبرته الحياة أن يعمل في أكثر من مهنة فعمل كمنادي أمام أحد المحال التي تبيع الأقمشة، كما عمل إسماعيل مناديا للسيارات في موقف بالسويس.

مونولوج يا حلة العدس الدافى

عاد إسماعيل يس إلى القاهرة، ليعمل مغنى للمونولوجات فى الأفراح، ثم فى محطات الإذاعة الأهلية كمحطة فيولا ومحطة إلياس، كما تنقل بين الصالات حتى تعاقدت معه الإذاعة المصرية عام 1934 فقدم أول مونولوج يغنيه ( ياحلة العدس الدافى..يسلم ايدين اللى غلاكى ) على وزن أغنية عبد الوهاب ياوردة الحب الصافى، وفي الفترة من 1935 إلى 1945 قدم إسماعيل يس عددا كثيرا من المونولوجات بكباريهات عماد الدين وروض الفرج مقابل أربعة جنيهات للواحد مع توأمه أبو السعود الإبياري الذي كان يكتبها له.

حبيبى كوكو كانت البداية

فى عام 1954 قدم أول مسرحياته باسم "حبيبى كوكو" وفى عام 1966 قدم آخر مسرحياته باسم "حكاية جواز" وبينهما 50 مسرحية كتبها جميعا أبو السعود الإبياري منها عقول الستات، فتافيت السكر، الرجالة عايزة كدة، حرامى لأول مرة، ليلة دخلتى، علشان خاطر الستات، ضميري واخد إجازة، جوزى بيختشى، كل الرجالة كدة، أنا عايزة مليونير، الستات عايزة ايه، أنا وأخويا وغيرها،

اسماعيل يس فى احد أفلامه

اتجه اسماعيل يس إلى السينما وكانت أول أفلامه مع بداية المخرج صلاح أبو سيف في أول أفلامه " شورت" في نهاية الثلاثينات في فيلم شورت، ثم قدمه فؤاد الجزايرلى معه في فيلم "خلف الحبايب "عام 1949 ليقدم خلال مشواره السينمائى أكثر من 500 فيلم بدأت ببطولة فيلم "على بابا والأربعين حرامى" عام 1943،.

حرص إسماعيل يس في البداية على أن تتضمن أفلامه قضايا وطنية فقدم بعد الثورة سلسلة أفلاما تحمل اسمه منها إسماعيل يس فى الجيش، فى البوليس، فى الطيران، فى الأسطول، فى مستشفى المجانين، فى البحرية، عنبر حيث غنى فيه اسكتش اللى يقدر على قلبى مع ليلى مراد، المليونير الفقير، الآنسة حنفى، حلاق السيدات وكان آخرها " الرغبة والضياع " عام 1972.

إشادة عالمية
عندما شاهده نجم الاستعراض الفرنسي موريس شيفارليه على مسرح بديعة مصابنى قال:" لديه من الصفات التى تجعل منه نجما من نجوم الاستعراض ولو تعلم الفرنسية لأصبح نجما على المسرح الفرنسي.

اسماعيل يس مع ابنه الوحيد يس

مع قيام ثورة 23 يوليو وأعلن فنان الكوميديا إسماعيل يس تأييده التام للثورة حتى أنه تبرع بمبلغ 2000 جنيه إلى الحكومة لدعم المجهود الحربي وحصل على خطاب شكر من رئيس الوزراء جمال عبد الناصر قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية وكان لفيلمه إسماعيل يس في الجيش قصة، فعندما عرض بعد قيام الثورة بثلاث سنوات، وحضر العرض بسينما ديانا الرئيس جمال عبد الناصر وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة.

الجيش والشعب إيد واحدة

واصطفت الجماهير على جانبي الطريق بالهتاف والتصفيق وخرج الرئيس من سيارته لتحية الجماهير فى مظاهرة حب كبيرة وعلق الرئيس على الفيلم بأنه يشرف صناعة السينما المصرية كما حضرت فرقة موسيقى الجيش للعزف أمام السينما لتحية الرئيس، وبادرهم الرئيس بالتحية، وافتتح فيلم إسماعيل يس في الجيش بعبارة تقول: تتقدم شركة أفلام الهلال لصاحبها بطرس زربانللى بوافر الشكر وعظيم التقدير لضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة الذين لولا معاونتهم المشكورة، لما أمكن إنتاج هذا الفيلم على الوجه المطلوب، وهذا الفيلم الذى دقق إسماعيل يس في اختيار قصته ليؤكد أن الجيش والشعب ايد واحدة، وأعلن فيه عن تبرعه بـ إيرادات الفيلم لمنكوبي السيول في قنا.

الكوميديان الكبير اسماعيل يس

وبالرغم من تكريم عبد الناصر لإسماعيل يس إلا أنه بسبب نكتة قالها اضطهده المسئولون، وفي عام 1966 بدأ حالة من الإفلاس وضيق الحال بسبب غضب الرئيس عبد الناصر عليه.

نكتة كانت بداية النهاية
والقصة تبدأ عندما طلب عبد الناصر من إسماعيل يس الترفيه عن الرئيس اليمنى عبد الله السلال الذي كان يعالج بمستشفى المواساة بالإسكندرية بناء على طلب السلال الذي يحب يس ويعجب بأدائه، وكان يس يذهب إلى السلال في الإسكندرية يوميا ويسمعه نكتة تضحكه، ثم يعود إلى القاهرة للوقوف على المسرح، إلا أنه مل إلقاء النكت عليه فامتنع عن الذهاب إليه وزاد بأن ألقى عليه نكتة سمعها من الكاتب عبد الحميد جودة السحار تحكى عن رجل يذهب كل يوم إلى بائع الصحف ويقرأ العناوين وينصرف دون أن يشتري أي جريدة، وفي أحد الأيام سأله بائع الصحف عن السر فى هذا فقال له إنه ينتظر قراءة خبر وفاة أحد الأشخاص. فقال له البائع إن خبر الوفاة ينشر بصفحة الوفيات، فرد إسماعيل خبر الوفاة الذي انتظره سيكون فى الصفحة الأولى.

وعلم عبد الناصر بالواقعة التي كان يس يرددها في كل مكان، فغضب منه ومنعه في أول الأمر من تمثيل أدوار السيدات التي كان قد برع فيها، وحاصرته المشاكل ومنع من التعامل مع المسرح العام والسينما وحجزت الضرائب على فيلته وعلى رصيده في البنك والذي كان يبلغ 200 ألف جنيه ليصل رصيده بعد الحجز إلى 2 جنيه وهو ما تسبب في إصابته بشلل نصفى لفترة وبعد علاجه اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل سد احتياجات حياته، فعاش في شقة إيجار صغيرة في الزمالك وعمل في كباريه شهرزاد لتقديم المونولوجات مقابل 300 جنيه في الليلة إلا أنه لم يستمر إلا أياما ليرحل وهو لا يملك مدفنا، ودفن في مدفن شوقى كوسة صاحب كباريه شهرزاد.

وصفه السعدنى بالغلبان

الكاتب محمود السعدنى لقب إسماعيل يس في كتابه "المضحكون" بالغلبان الذي رفعته الدنيا من القاع إلى القمة، فبعد أن أصبح نجما سينمائيا وفنيا عاد من القمة إلى الحالة التي جعلته يعمل كما بدأ في الموالد والكباريهات وهو الذي كان يتهافت عليه المنتجون والمخرجون ويا حظ من يسبق الآخر في نيل التوقيع منه على فيلم جديد ".

راضى عما قدمه

كانت آخر كلمات إسماعيل يس قبل الرحيل: أحمد الله لأننى بكفاحي استطعت تحقيق كل ما تمنيته إلا أننى حزين أن تنتهي حياتي بهذا الشكل بعد أن اضطهدتنى البلد التي عملت كثيرا من أجلها. لكن دائما النهايات الصعبة في حياة الفنان لا يشعر بها الذين أضحكهم.